سيارة فورد موستانج تمثّل واحدة من أبرز السيارات الأمريكية الأسطورية عبر التاريخ، حيث قادها الممثل الشهير ستيف ماكوين في فيلم “Bullitt” عام 1968 بسرعات مثيرة للإعجاب. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت السيارة في أداء مميز من قبل الممثل كيانو ريفز في شخصية جون ويك. حظيت السيارة بمشاركتها البارزة في سباقات السيارات على مدى السنوات، وحققت نجاحات باهرة في سلسلة سباقات الـ Trans-Am الأسطورية منذ ستينيات القرن الماضي.
السيارة فورد موستانج قدمت أداء ممتازاً في سباقات القوة الفائقة التي تشتهر بالسرعات الهائلة. ومع ذلك، لم تكن الإصدارات القياسية منها مناسبة لسباقات الراليات بسبب حجمها الكبير ووزن هيكلها مقارنة بالسيارات الراليات الأصغر حجماً والأكثر ذكاءً. وعندما حققت هذه السيارة النجاح في سباقات الراليات، جاء ذلك نتيجة لتعديلات جوهرية كانت ضرورية، مثل تعديل نظام التعليق واستخدام إطارات مختلفة، بالإضافة إلى تعديل نظام نقل الحركة لتكيفه مع التحديات والصعوبات التي تواجهها في السباقات على الطرق الوعرة.
يبدو أن فورد قد قررت الانتقال إلى عالم السيارات الكهربائية بشكل أكبر من خلال إطلاق موديل موستانج ماخ إي رالي، وهذه خطوة جريئة تهدف إلى استكشاف المجالات الجديدة وتحقيق تجربة مثيرة لعشاق الرحلات والمغامرات في الطرق الوعرة والترابية باستخدام التكنولوجيا الكهربائية. هذا الإعلان في معرض “آي إيه إيه موبيليتي” يبرز التزام فورد بالتجديد والابتكار في عالم السيارات الكهربائية ويعكس رغبتهم في تلبية احتياجات السوق المتغيرة والبحث عن طرق جديدة للاستفادة من التقنيات الحديثة في عوالم الطرق الوعرة.
كلام دونا ديكسون، كبيرة مهندسي السيارة موستانج ماخ-إي، يسلط الضوء على رؤية فورد لهذه السيارة الجديدة. تأتي هذه السيارة برؤية تمزج بين أداء عالٍ وتكنولوجيا متقدمة، حيث تجمع بين نظام تعليق متطور ومجموعة نقل حركة كهربائية مزدوجة المحرك. تصميمها المذهل يضفي عليها جاذبية خاصة، مما يجعلها فئة مختلفة تماماً من السيارات عالية الأداء، مليئة بالإثارة لعشاق المغامرات. هذه الرؤية تظهر التزام فورد بالابتكار وتوفير تجربة فريدة لعشاق القيادة والأداء العالي.
الصالون الداخلي الهادي للسيارة لا يُشبه قدراتها الجبارة في حلبات السباق.
وتتميز السيارة الكهربائية الجديدة بمجموعة نقل الحركة موستانج ماخ إي جي تي وتحقق عزم دوران مدهش 880 نيوتن متر وقدرة 358 كيلووات؛ وتعمل ببطارية ليثيوم أيون سعة 91 كيلووات في الساعة لإعادة رسم معايير أداء السيارات الكهربائية.
وقد أولت شركة فورد اهتماما كبيرا لتصميم السيارة ووظيفيتها. وتتميز سيارة ماخ إي رالي بنظام تعليق أعلى قليلا من سيارة “موستانج ماخ إي جي تي”، وتتميز بنوابض مضبوطة خصيصا وماص صدمات “ماجني رايد”. وأقراص المكابح الأمامية مقاس 385 مم مع تيل فرامل حمراء اللون تحمل علامة بريمبو وتُضفي مظهرا جماليا. وتستخدم السيارة عجلات معدنية بيضاء لامعة قياس 19 بوصة على شكل طراز سباقات الراليات.
والجزء السفلي من السيارة محمي بدرع للمحركات الأمامية والخلفية، وكسوة الأبواب وأقواس العجلات مغطاة بطبقة واقية لحماية الطلاء. ويتضمن التصميم عوازل للوحل والطين لمغامرات الطرق الوعرة.
في الفيديو الترويجي لسيارة فورد موستانج ماخ إي رالي تبدو السيارة مستعدة للانطلاق والسباق.
ومن الميزات البارزة في سيارة موستانج ماخ إي رالي وضع القيادة “رالي سبورت” (الرياضي) الأول من نوعه في سيارات فورد. وقد تم تصميمه للقيادة على الطرق الوعرة، وتكييف أنظمة التحكم الإلكترونية للتعامل الأمثل مع تغير زوايا السير والسماح بانزلاقات حادة. والإطارات الجديدة تسمح بأداء رائع في الأجواء الثلجية وعلى جميع الأسطح الملساء والزلقة.
ولم تعتمد فورد فقط على التصاميم النظرية والاختبارات المحاكاة. فقد استهدفت الشركة ضمان جاهزية السيارة للعالم الحقيقي، فاختبرت السيارة على حلبة رالي جديدة كليا في ملعب “فورد متشجن” من تصميم خبراء مخضرمين في سباق الراليات. وخضعت النماذج الأولية للسيارة لاختبارات على مسافات تصل إلى 800 كم لمحاكاة متانة الراليات.
السيارة تبرز بحق كأيقونة من الناحية الجمالية! تمتاز بجناح خلفي ملفت مستوحى من “فوكاس آر إس”، وتفاصيل متباينة مميزة، وفاصل أمامي فريد، وسقف فولاذي يتميز باللون الأسود المطفأ. تقدم لوحة ألوان جريئة تشمل الأزرق المغري والأسمر الظلي والأخضر والأصفر الجذاب والأبيض النجمي والرمادي الثلجي كخيارات مثيرة. وتكمل الداخلية الأنيقة جاذبية التصميم الخارجي القوي، مع لمسات بيضاء لامعة، ومقاعد عالية الأداء المميزة بتصميم فورد، وأسطح جلوس تحمل عبارة “ماخ إي رالي”.
من الطبيعي أن يثير هذا النوع من الحديث بعض الاستفسارات حول قدرات السيارة، خاصة مع استهدافها للطرق الوعرة. على الرغم من أن البعض ربما يشير إلى انخفاض الخلوص الأرضي كمعيار للتحديات في الراليات عالية السرعة، إلا أنه من المهم مراعاة أن توجه فورد نحو السيارات متعددة الاستخدامات الكهربائية يعكس اهتمامها بتقديم تجربة قيادة جديدة.
تصميم السيارة يمكّنها من التفوق على الطرق غير الممهدة وتجارب القيادة المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه السيارة مُستوحاة من عشاق القيادة الحقيقيين الذين يسعون لتجربة قيادة ممتعة وفريدة. كلام جيم فارلي يبرز الرغبة في تقديم تجربة قيادة مثيرة ولكن الأداء الفعلي للسيارة على الطرق الوعرة سيظل محل انتظار لرؤية كيفية استجابتها وأدائها الفعلي في هذه الظروف.
في وقت مبكر من عام 2024، ستبدأ فورد استقبال طلبات الشراء لسيارتها موستانج ماخ إي رالي، وسيتم التسليم في وقت قريب بعد ذلك. تُعتبر هذه الخطوة من فورد إعلانًا واضحًا عن نواياها، لكن الوقت سيُظهر ما إذا كانت السيارة قادرة على استحواذ انتباه السوق ودفع سوق السيارات الكهربائية نحو أفاق جديدة وغير مستكشفة.