في خطوة استراتيجية تعكس تحولًا بارزًا نحو التنقل الكهربائي، تستعد شركة تويوتا لإطلاق 15 طرازًا كهربائيًا بحلول عام 2027، وفقًا لتقارير مؤخرًا نشرتها صحيفة نيكاي ووكالة رويترز.
وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة لمواكبة الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية عالميًا، بالإضافة إلى امتثالها المتصاعد للمتطلبات التنظيمية في الكثير من الأسواق الكبرى، بما في ذلك منطقة الخليج.
استراتيجية التوسع والتصنيع
حتّى الآن، تمتلك تويوتا خمسة طرازات EV يتم تصنيعها في اليابان والصين فقط، لكنها تخطط لتوسيع خطوط الإنتاج لتشمل الولايات المتحدة، تايلاند، والأرجنتين.
يأتي هذا التوسع ضمن خطة استراتيجية لتقليل الاعتماد على مواقع إنتاج محددة، خصوصًا لتفادي تأثيرات الرسوم الجمركية، تقلبات صرف العملات، وتأخيرات الشحن، مما يعزز مرونة سلسلة التوريد العالمية وتقصير زمن التسليم للعملاء.
يتضمن ذلك طرازات من علامتي تويوتا ولكزس، مما يشير إلى تسارع واضح في استراتيجية التنقل الكهربائي، التي كانت تُوصف سابقًا بالحذرة مقارنة بمنافسيها .
تعديل الأهداف الإنتاجية
بينما كانت تويوتا قد أعلنت سابقًا عن نية توصيل 1.5 مليون سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2026، و3.5 مليون بحلول عام 2030، فإن تقارير أواخر 2024 أظهرت تعديلًا كبيرًا في الهدف لعام 2026 إلى نحو 800,000 وحدة فقط، بانخفاض يقارب 50% عما كان مخططًا إليه سابقًا
لكن الشركة أكّدت أن الأرقام السابقة تُعدّ “معايير للمساهمين” لا أهدافًا نهائية ملزمة، في تعليق يُظهر نهجًا أكثر واقعية وتقلبًا وسط مؤثرات السوق .
الأداء الحالي للطرازات الكهربائية
في العام 2024، باعت تويوتا ما يقرب من 140,000 سيارة كهربائية (EV)، بزيادة قدرها حوالي 33% عن العام السابق، لكنها ما تزال تمثل أقل من 2% من إجمالي مبيعاتها العالمية التي تتجاوز 10 ملايين سيارة.
هذا التباين بين الطموحات الطويلة المدى والواقع الحالي يوضح حجم التحديات التي تواجه الشركة في طريق التحول الكامل نحو السيارات الكهربائية.
التوسع في منطقة الخليج
في ظل التنامي المتسارع في بنية تحتية الشحن والدعم الحكومي المتزايد في دول الخليج مثل الإمارات والسعودية، فإن دخول تويوتا بمجموعة أوسع من الطرازات الكهربائية لهذا السوق يبدو وشيكًا.
وبالإضافة إلى الشعبية التقليدية للشركة في المنطقة، فإن زيادة القدرة الإنتاجية عالميًا من شأنها أن تمهّد لتوفير مزيد من الطرازات الكهربائية في السوق الخليجية خلال السنوات المقبلة.
حتى الآن، لم تكشف الشركة رسميًا عن الطرازات المخصصة للمنطقة، لكن من المتوقع أن تشمل طرازات تويوتا ولكزس الكهربائية ذات المواصفات الملائمة للظروف المحلية.
تعكس خطوات تويوتا الجديدة تحولًا تدريجيًا ولكنه محسوب نحو التنقل الكهربائي. بينما تحافظ على مكانتها التقليدية في السوق من خلال السيارات الهجينة، فإنها تضخ مزيدًا من الديناميكية في استراتيجيتها الكهربائية عبر التركيز على التوسع العالمي، وتقليل المخاطر التشغيلية.
ومع تركيزها على منطقة الخليج مثل السعودية والإمارات، والتي تشهد نموًا سريعًا في الطلب على EV، فإن لدى تويوتا فرصة مهمة لتحويل حضورها التاريخي إلى حضور مستقبلي أخضر.